الصفحات

الخميس، 22 مارس 2012

البابونج

البابونج
Chamomile
Matricaria recutita

لقد ظل المصريون القدماء يستخدمون نبات البابونج، أو الكاموميل، في علاج الحمي المتكررة الناجمة عن الإصابة بالملاريا، وبعض الحميات الأخرى، وأيضا كعلاج لعديد من المشاكل الطبية التي قد تعترض البعض منهم في ذلك الوقت.

ولقد أستخدم زيت البابونج في تحنيط جثة الفرعون رمسيس الثاني ضمن محتويات أخري حافظت جميعها علي الجثة سليمة حتى وقت قريب، وعلي مدي قرابة ثلاثة آلاف عام.
والشكل العام لزهرة البابونج يذكر دائما بقرص الشمس الذي تخرج منه الإشعاعات التي تدفء الكون وتبعث فيه الحياة من جديد.


ونبتة البابونج نظرا لما تحويه من زيوت طيارة، فهي تشبه في رائحتها رائحة التفاح، ولذا فإن الاسم اللاتيني لزهرة البابونج يعني – التفاح - حتى لو أنك مشيت علي النبتة وهي في أرضها فإنك تشم رائحة التفاح تنبعث حيث وطئت قدميك عليها.

وزهرة البابونج يطلق عليها أسم (طبيب النباتات) لأنه لا يوجد شيء بين النباتات أفضل للصحة العامة من تناول أو التعامل مع زهرة البابونج.

والعجيب أن أي نبات قد يوجد في الحديقة، ومعرض للموت أو المرض، فما أن تزرع بجواره نبات البابونج، فلا يلبث هذا النبات إلا أن يتعافى ويعود إلي ما كان عليه من رونق وعافية.
والمواد الفعالة في زهرة البابونج هي بعض الزيوت الطيارة مثل (أنثيميك أسيد Anthemic acid) وهو زيت مر الطعم، وكذلك يوجد حمض التانيك، وأنواع من الجلوكوزيدات الهامة.

والغليان يفكك تلك الزيوت، ويقلل من أهميتها، لذا فإنه عند عمل الشاي المصنوع من زهرة البابونج، فإنه يجب تغطية وعاء الغلي حتى لا تتبخر تلك الزيوت الطيارة النافعة، والتي يعول عليها كثيرا في علاج الكثير من المشاكل الصحية.



ولعمل شاي البابونج، فإنه يجب أن تنقع زهرة البابونج بمعدل 2 ملعقة صغيرة لكل كأس من الماء الحار الذي سبق غليه، وتترك لمدة 10 دقائق ثم تصفي، وتحلي حسب الطلب، ويشرب منه جرعات طوال اليوم.

وخبراء الأعشاب يعتبرون أن تناول شاي البابونج هو الاختيار الأول لعلاج حالات حرقة المعدة، والمشاكل الأخرى التي تضر بالجهاز الهضمي عموما، ومنها قرحة المعدة وقرحة الأثنى عشر.

ونبات البابونج يضاهي في ذلك بل يتفوق علي معظم المنتجات التجارية المصنعة لهذا الغرض، لأن نبات البابونج يحتوي علي العديد من مضادات الالتهابات، والمضادات الحيوية الطبيعية، ومضادات التقلصات، وملطفات جيدة مفيدة للجهاز الهضمي عامة.
وشاي البابونج له شهرة واسعة في إذابة حصوات المرارة، وفي وقت قصير نسبيا.

بابونج مجفف

وفي تجربة قد تمت في الواقع، وفيها تم وضع عدد 2 من الحصى التي أخذت من المرارة بعد عملية استئصال لها، ووضعت في كأس من شاي البابونج، وفي اليوم التالي وجد أن تلك الحصى قد تمزقت إلي أربعة أجزاء، وبعد 5 أيام قد تحولت تلك الحصى إلي رمل، وفي خلال 10 أيام وجد أن ذلك الرمل قد أذيب بالكامل في شاي البابونج. ولعل البابونج يعتبر العلاج الأمثل لحالات الردوب القولونية (Diverticulitis) الناجمة عن الالتهابات الحادة بالأغشية الداخلية للقولون.

شاي البابونج علاج نافع وهام لحالات التورم، والالتهابات المختلفة في الأعصاب، وحتى للبثور والدمامل.
البابونج يمكن عمله كمدات أو لبخات علي الأجزاء المتورمة في الجسم.
مثل الرضوض، وكذلك للحد من الآلام المصاحبة لالتهابات الأعصاب كما فى حالات النيورلجيا (التهاب الأعصاب الحاد) واللمباجو (عرق النسا)، والتي يمكن لها أن تبرأ عندما تفشل الوسائل الأخرى في علاج ذلك. كذلك فإن تلك الكمدات تزيل التورم الذي يظهر بالوجه نتيجة بعض الالتهابات الميكروبية وبنجاح كبير.

وللعلم فإن نبات البابونج به قدر من مضادات الألتهابات يعادل 120 مرة أقوي مما هو موجود في ماء البحر، كما أن منقوع البابونج الحار (مثل الشاي، ولكن لمدة أطول أي لمدة 20 دقيقة مثلا) يساعد علي الذهاب بأوجاع القدم المتعبة، ومضاد أيضا للتأثير الضار والسام لبعض النباتات المؤثرة علي الجلد.
البابونج يمكن استعماله كمدات خارجية لأوجاع الأسنان، والتهاب عصب الوجه.


وذلك بنقع 30 جرام من نبات البابونج في لتر من الماء الحار، ثم استعمالها من الخارج بقطعة من القطن علي الأماكن الموجعة، فإنها تذهب بالألم.
شاي البابونج علاج لصداع الشقيقة أو الصداع النصفي، والتهاب الأعصاب.

وذلك بشرب شاي البابونج بصفة منتظمة لمدة 14 يوم متواصلة، وسوف ينجح شاي البابونج في ذلك حينما تفشل المسكنات الأخري، والتي تضر حتما بالمعدة والكلي وتعمل علي تدميرها.

ولعمل شاي البابونج، يوضع ملئ الكف من نبات البابونج في قدر من السيراميك أو الفخار، ويصب عليه لتر من الماء الحار، ويترك لمدة 10 دقائق، ثم يصفي، ويحلي حسب الطلب، ويشرب منه طوال اليوم.
يعتبر شاي البابونج فاعلا في حالات تقلصات الرحم، وعسر الطمث.


واضطرابات القولون والأمعاء، كما أنه طارد للديدان، وغسيل الجروح الملوثة، والطفح الجلدي المختلف، وحتى الدمامل يمكن إبرائها باستعمال لبخة البابونج.
شاي البابونج فعال في علاج حالات الهيستريا، واضطرابات النوم.
وللحد من الكوابيس المزعجة التي تراود البعض عند النوم، والخلل العصبي لدي البعض الأخر.

كما يعتبر شاي البابونج علاج فعال لإدرار الطمث المختزن، كما أنه يريح الرحم المتقلص، وبدون أية أعراض جانبية تذكر، ويستخدم أحيانا في علاج بعض الحميات المتقطعة.

ولكن ينبغي الحذر لدي البعض من الذين يتحسسون من تناول أي نبات من العائلة النباتية من نوع الزهرة اللؤلؤية الصغرى daisy family، أو تناول نبات الرجيد ragweed. حيث أن نبات البابونج ينتمي لتلك العائلة، وقد يصيب البعض بالحساسية من جراء استعمال زهرة البابونج، وذلك لإمكانية إفراز مادة الهستامين لدي البعض عند إستهلاكها، مما قد يؤدى بالتالي إلى خطورة صحية من جراء ذلك.
الأجزاء المستخدمة وأين تنمو:

البابونج وموطنه الأصلي هو أوروبا وغرب آسيا. وهو منتشر الآن فى أرجاء كثيرة من العالم بما فيها منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. والبابونج هو أكثر الأنواع استعمالا، ويتم استخدام الأزهار الجافة والطازجة طبيا.


الاستخدام التاريخي أو تقليدي:

استخدم البابونج كعشبة طبية لمئات السنين، والاستعمال الغالب هو للتغلب على المشاكل المعد معوية، وهذا الاستعمال لا يزال هو الشائع، بالإضافة للاستعمالات الأخرى المتعددة، فهى تستخدم كمضاد للالتهابات، ومضاد للتقلصات، وطارد للرياح، ومشهية للطعام، ومضادة للحساسية عند البعض من الأفراد.
المركبات الفعالة:

يمكن الحصول من أزهار البابونج على نسبة من وزنها تقدر بنحو 1-2% من الزيوت الطيارة التي تحتوي على الفابيسابولول alpha-bisabolol وأكسيدات الفابيسابولول (أ و ب) alpha-bisabolol oxides A & B والماتريسين matricin والذى عادة ما يتحول إلى كامازولين chamazulene. كما تشتمل زهور البابونج أيضا على المركبات الفعالة الأخرى مثل، ابجينين apigenin والييوفلافويد bioflavonoids والليتولين luteolin، والكويرسيتن quercetin. وتساهم العناصر الفعالة الموجودة فى البابونج والمضادة للالتهاب، والتشنج، ولإرخاء العضلات الملساء وبالتحديد في الجهاز المعد معوي أو الجهاز الهضمى على العموم. وقد أظهر الاستخدام الموضعي للبابونج بأنه فعال بصورة معتدلة في علاج بعض حالات الإكزيما.


وأوضحت دراسة أخرى أن البابونج فعال بنسبة 60% فى صورة كريم، والذي يحتوي أيضا على مركب الهيدروكورتزون hydrocortisone بنسبة 0.25%.
كما وجد أيضا أن الاستعمال الموضعي لمرهم البابونج يعالج بصورة ناجحة تقرحات الركود أو قرح الفراش stasis ulcers في المرضى كبار السن الملازمين للأسرة لفترات طويلة من المرض.
وإجمالا فإن البابونج يستخدم بالارتباط مع الحالات التالية.
  • حالات المغص المعوى.
  • الإكزيما الجلدية.
  • التهابات اللثة ومنابت السن من الفك (مرض ما حول السن)
  • القلق، وعدم القدرة على النوم بسهولة.
  • تقرحات الفم.
  • التهاب الملتحمة والتهاب جفون العين.
  • مرض جروهن (إصابة الأمعاء الدقيقة بالتقرحات المختلفة).
  • الإسهال.
  • القرحة المعدية، وقرحة الأثنى عشر.
  • سوء الهضم وحرقة الفؤاد.
  • التهيجات الجلدية، وبعض أنواع حساسية الجلد.
  • التهاب القولون التقرحي.

ما هو المقدار الذي يتم عادة تناوله؟

غالبا ما يتم تناول البابونج كشاي، ويتم شربه ثلاثة إلى أربعة مرات في اليوم بين الوجبات. والبدائل العامة هي استعمال 2-3 جرام من العشبة في شكل أقراص أو كبسولات يؤخذ منها من 4-6 كبسولات أو أقراص فى اليوم الواحد، أو استعمال الصبغة بنفس المعدل من 2 إلى 3 ملى لتر ثلاثة مرات يوميا بين الوجبات. ويمكن دهن كريم موضعي أو مراهم على الأجزاء المتأثرة ثلاثة إلى أربعة مرات يوميا.
هل توجد هناك أية آثار جانبية أو تفاعلات؟

تم الإبلاغ عن ردود أفعال نادرة للحساسية من عشبة البابونج. وردود الأفعال هذه تشمل الانقباض الشعبي نتيجة الاستعمال الداخلي للعشبة، وردود الفعل لحساسية الجلد عند الاستعمال الخارجى.

وحيث أن هذه الآثار الجانبية غير مألوفة إلى حد بعيد، لذا يجب على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية للنباتات من عائلة الاسطرآسيا Asteraceae family مثل الرجيد ragweed والأسطر aster والأقحوان chrysanthemums عدم استعمال البابونج.

زيت الكاموميل

وقد أعتبر البابونج إلى حد ما نموذجي، بأنه آمن أثناء الحمل أو الرضاعة. ومع ذلك، فقد تم مؤخرا الإبلاغ عن حالة رد فعل للحساسية بعد استعمال البابونج عن طريق حقنة شرجية من قبل امرأة حامل وقد تأذت بسببها. يمكن أن تتفاعل أدوية معينة مع البابونج. لذا يوصى بأن تناقش استعمال البابونج مع طبيبك أو الصيدلاني الخاص بك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق